في مديح الحزن

أتعرف يا صديقي ما الحزن ؟

الحزن أن تكتب .. ترسم .. تغني .. الإبداع فعل حزن من الأساس .. هشاشة تكونت حتى صنعت إنسان ..
  .. الحزن أيضاً أن تثور على كل شئ .. أن يغضبك الظلم ..  يوحشك كل قبيح و يوجعك الجمال .. الحزن نبل يا صديقي ..  أن تحب .. ولا تكره   ..  أن تبقى وحيداً رغم كثرة أحبتك .. وأن يتعبك البحث الطويل عن الرفيق .. فتجد أُنسك في موسيقى صوفية .. وعزلة هيأها لك الليل الطويل والشتاء .. 
 الحزن يا صديقي ألا تبكي ..  أن تصمت  .. تقرأ على الدوام  كي يمر العمر سريعا .
  أن تساعد من حولك  ولا تملك لنفسك شيئاً .. تفرح بنفس منكسرة ..  تضحك لأي سبب كان .. الحزن أن تبدو سعيداً وأنت لست كذلك  .. أن يغيرك كل ما حولك فتصبح الحياة مع نسختك الجديدة أمر بالغ الصعوبة .. الحزن يا صديقي منفى ووطن نسكن فيه رغماُ عنا  .. قدر لابد منه لأجل إستمرار البشرية.  

المرأة ووجع الدماغ

ما مشكلتهم مع  المرأة ؟ .. أتحدث عن هؤلاء الذين يحملون عقداً نفسية في تعاملهم معها .. و فكراً حول كيفيه اخفائها والحد من حريتها , وكأن تحررها من آليات القمع التي يفرضونها عليها شئ خطير لو انتشر لاصبح كارثة على المجتمع .
 أسألهم هل احراقها هو الحل ؟ ما رأيكم في دفنها حية كما كان يفعل أهل الجاهلية ؟ حل ظريف مش كده يخلصكم من مشاكلها ..
أتذكر وجه أخي حين تمنيت له أن يرزق ببنت .. عبس وقال فال الله ولا فالك يا شيخة .. البنات وجع دماغ .. امممم وجع دماغ
 هؤلاء يؤمنون أنها " عورة " أو " عار" أي فعل يصدر عنها أو يصدر تجاهها مُشين ويجب أن تُعاقب بسببه مدى الحياة .. يرونها سبباً للمشاكل وأي ظلم يقع عليها هي المسئولة عنه مسئولية كاملة .. لو تعرضت للإغتصاب هي الغلطانه .. لو تعرضت للتحرش هي المذنبه .. لو حد ادعى عليها بشئ أكيد هو فيها, امال هايكدب ؟ لو طُلقت هي السبب , لو تأخر زواجها هي السبب ده حتى لو زوجها مات يا جدع هي السبب متفهمش ازاي ..
 تماماً كمن قال عن فتاة التحرير التي سحلها وعراها العسكر " وايه اللي نزلها أصلاً " وكأن المشكلة تلخصت هنا في نزولها من بيتها كي تدافع عن كرامتها وعرض بلادها , يتحدثون كأنها خُلقت كي تسكن الجدران أو تصبح حجراً في بناء .. وكأنها لو لزمت الجدران ستسلم من مجتمع ينهش فيها حتى وهي مسالمة لا تفعل شيئاً .. مجتمع يتهمها في شرفها دائماً إن لم يعجبه هيئتها أو تصرفها
 وبدلا من أن يؤرقهم إحقاق الحق ومحاربة الفساد وردع الظالم يؤرقه فقط هي لابسه ايه .. محجبة ام لا ولو محجبة ..ليه لابسه كده ؟ ليه حاطة مانيكير ؟ أصل لبسها ضيق ؟ اصل شكلها ملفت ؟ اصلها لابسه عباية بكابسين ؟ هي ليه تنزل ؟ ليه تفكر ؟ ليه تقرر؟ ليه تشتغل ؟ ليه تتمرد؟ ليه تتظاهر ؟ ليه يكون لها وجود ؟ ليه يكون لها إرادة ؟
 الأمثلة الشعبيه هنا قاعدتهم المثلى " اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعه وعشرين " وليه تكسرها يا عمنا ؟ ألم تسمع عن الحديث الشريف " رفقاً بالقوارير " هل شبههم بالقوارير عبثاً ؟.. أم لأن طبيعتهن الهشة لا تتحمل الحروب التي يجبرها أنت والمجتمع على خوضها كي تعيش بحرية وسلام
 منذ تشريفها للحياة تُعامل معاملة "القلة المندسة" و تبدأ قائمة الممنوعات والقمع والعيب والـ"لا" , لا يختلف أحد على حرصك على نشأة سليمة لها لكن كن عادلاً وموضوعياً وإنسانياً معها .. لا داعي أن " تكفرها" في عيشتها وتكرهها في اليوم الذي ولدت فيه , لا داعي لحبسها انفرادياً خوفاً من المجهول ومن الناس ثم ماذا عن ابنك ؟ هل ينوبه نفس الحرص ؟ أم يتمتع بكل شئ حتى فرصة الخطأ .. الغريب ياخي مع هذا التمييز والإزدواجيه في الثواب والعقاب تجد الله عادلاً لا يفرق بين ذكر أو أنثى في الذنب أو في الثواب ..
 هذا لا يمنع وجود نماذج مشرقة وتفتح النفس لكنها قليلة , سميرة ابراهيم على سبيل المثال البنت التي خرجت من الصعيد و تمردت وسارت في قضية خطيرة قد لا يسامحها على اثارتها المجتمع وهي كشف تعرضها لـ كشف العذرية على يد العسكر في اعتصام 9مارس .. المفرح أن لديها أباً ربى فيها الروح الثورية والحرية منذ الصغر وعلمها أن المجد لمن قال لا في وجه من قالوا نعم .. شئ يبعث ع التفاؤل والله بينما نجد هند بدوي المُعيدة بجامعة بنها التي سُحلت وعُذبت على يد جنود العسكر فطردت طنطاوي من غرفتها كأبسط رد اعتبار لكرامتها .. كان رد فعل أهلها أنهم اعتبروها " عار" " وحطت راسهم في الطين " وتمنوا لو أن الجنود أحرقوها مع المجمع العلمي .. وقرروا حرمانها من حقها في الحياة عقاباً لها أخبرني بالله عليك
 كيف تنجح الثورة في ظل هذا القمع والفكر العفن ؟
 دعونا نتغير يرحمكم الله .. استقيموا وطهروا عقولكم من ذلك العته المتعلق بصورة البنت .. كفوا عن اتهامها في عرضها كلما عارضتم مواقفها .. كفوا عن إيذائها وعن لوم الضحية .. عاملوها كما علمكم دينكم إن كان مرجعكم الدين وإن كان مرجعكم الإنسانية كونوا بني آدمين .. وخلوا عندكم دم إن لم يكن لكم مرجع غيروا من تلك الأفكار التي تعفنت مع مرور الزمن ..
 اجعلوها ثورة في العقول .. ثورة على الأفكار القديمة البالية التي تكبر مع مرور الزمن .. قد تستلزم سنوات .. وقد تنجح وقد تفشل .. تبدأ من المنزل والتعليم والشارع .. تطهر الأدمغه وتنقي النفوس ثورة تغير من النظرة للمرأة من كونها " عار " و"وجع دماغ" .. إلى إنسان له الحق في الحياة بحرية دون وصاية من أحد

عن أميرة

أميرة .. البنت الصغيرة الشقية الحبوبة بنت 14 سنة.. جارتي الجميلة ..
اللي كانت ضحكتها وبرائتها ماليه الشارع كله خير ونور وتفاؤل
 كنت أما أشوفها أحس ان الدنيا لسه بخير وأنسى تعبي وحزني.. كانت تجري عليا بصدق وفرحة وتبوسني وتضحك وتقولي
 انتي حلوة قوي يا فاطمة وأنا بحبك أضحك وأبوسها على خدها وأقولها.. روحي يا أميرة متلعبيش في الشارع كتير
 كانت دايما تسأل عن اخويا محمد المغترب من سنين.. هو هيرجع امتى من أمريكا أنا عايزة أشوفه؟
 أميرة كان قلبها نظيف وفيها شئ لله..كان قلبها يحس بالانسان الكويس فتحبه كده من غير سبب
أميرة ضحية لـ ورم خبيث في المخ أثر على وعيها واداركها.. كانت في نظر الكل فاقدة للأهلية كانو بيعاملوها على انها متخلفة عقليا لما خضعت لعملية من كام سنة وقبل ما محمد يسافر .. شعرها وقع بسبب الكيماوي كانت بتلبس طاقيه تخبي راسها
كانوا صحابها يتعمدوا يقلعوها الطقية ويسخروا منها كانت تشتكي لمحمد وهي مش فاهمة هما ليه بيعملوا كده
 أميرة كانت أجمل منهم كلهم..كانت أنقى وأرق وأنظف من أي حد كانت بتحب ربنا قوي وكان بيحبها كان على وشها قبول ورضا من ربنا يخليك تتهز من جواك وتحس بالخوف من الموت لكن أميرة مكانتش خايفة من الموت لانها عمرها ما أذت حد ولا اغتابت حد ولا كانت تعرف تكره حد
 أميرة ماتت من أكتر من 20 يوم.. ماتت بسبب الورم اللي قضى عليها بعد أميرة معادش الشارع يضحك ..
معادتش العصافير تزقزق زي زمان كل شئ حزين في غيابها معودتش أنزل ولا أشوفها ولا تجري عليا..
معادش وشها يجيني غير في المنام في عز تعبي تطبطب عليا وتقولي ربنا كريم
 أميرة راحت عند ربنا الأحن عليها من كل الدنيا ربنا يرحمك يا أميرة ..

أنا كمان بحبك قوي

في عرض مصر ..  

http://www.youtube.com/watch?v=_1CIZ9P9R2s

الله كبير

عارف لما تتوجع لدرجة الموت .. وأما تحس إن الدنيا اسودت ومعادتش تسوى شئ قصاد الوجع اللي بيهز جدران روحك وبيضغط بشدة ع الهشاشة اللي جواك .. عارف لما تخسر كل حاجة مرة واحدة وميفضلش أي قيمة لآخر شئ في ايدك حتى لو آخر قشة هتربطك بالحياة , في الوقت ده بس بيصبح الموت والحياة شئ واحد عندك والأفضل إنك تموت بتفكر إن مستنيك عند ربنا أحسن بكتير مع انك متعرفش الاحسن ده انت تستاهله وعملتله بجد ولا لا  عملت قد ايه خير في حياتك ؟ عشت لنفسك ولا للي حواليك ؟ قدرت تخرج من الدنيا دي من غير ما تجرح وتزعل حد ؟ حبيت ربنا بجد ؟ الأسئلة بتربكك ومرايتك ساعات كتير بتخدعك . رغبتك في الموت في حالة اليأس دي مش بتكون دايماً للموت نفسه لكن للهروب لأن مواجهه الحياة بتكون صعبة لدرجة ان أي منفذ بالنسبة ليك هيكون أريح  مع ان لو قربت من الموت بجد هتخاف عشان كده لما تتوجع متهربش للموت لا .. ولا تهرب لنفسك لانها مش هتسيبك في حالك اهرب لربنا .. ضم كل حبك له وأي خير جواك وصلي واسجد بين ايديه .. حسه قوي هتحس بيه بيطبطب عليك وبيحضنك ويقولك معلش .. انا كنت بختبرك وبختبر صبرك .. ده ابتلاء مني .. هيفرح بيك لما تقرب له .. ماهو بيضيقها عليك ساعات عشان بتبقى واحشه قوي .. ومتخفش مهما زادت قوة الإبتلاء وشدته ربك اسمه الكريم .. الحنان المنان اللي انت مهما طلعت ولا نزلت ولا روحت ولا وجيت ملكش غيره .. اوعى تخسر ربنا عشان حد محدش فاضلك .. محدش يستاهل تنشغل عنه عشانه .. مفيش شئ في الدنيا ولا أي متعة هتعوضك عن وقفتك بين ايد الكريم والاحساس برحمتة وغفرانة 

خليك معاه .. هيكون دايماً معاك ينورلك طريقك ويساعدك تختار صح .. خليك معاه هتحس إن مفيش شئ يسوى في الدنيا دي غير رضاه .. واياك تستسلم للحزن أو للاكتئاب أو تسيب الوجع ينهشك .. قول للألم  دايماً أنا عندي رب كبير 

 الله كبير

حفل توقيع " ماسكجنا يعني السلام عليكم بالنوبي " لـ هبة عثمان

تعقد مكتبة البلد يوم الثلاثاء 31 مايو حفل توقيع كتاب
" ماسكجنا يعني السلام عليكم بالنوبي "
عن دار المصري 2011
للكاتبة هبة عثمان
الساعة 7 مساءاً في مكتبة البلد
أمام الجامعة الأمريكية _ التحرير _ القاهرة

ماسكجنا..كتاب جديد لـ هبة عثمان عن دار المصري

كتاب جديد لحبيبة قلبي هبة

مبروووووووووووك ويارب يكون فاتحة خير عليك يا معلم

عن الكتاب..تقول هبة

ماسكجنا..يعني السلام عليكم بالنوبي

الإهداء

لمن له التحية

ويبقي أن أعترف أن ما ذكرته قد لا يكون كل الحقيقة.. ولكن بعضها،و لا أدعي أنني من المجرمين "ذوي الياقات البيضاء" الذين يرتكبون باحتراف ما يسمى بالجريمة الكاملة.. بل قد تكون جريمتي ينقصها الكثير و الكثير مما كان يجب عليَّ الانتباه إليه ومراعاته

وتلك هي المشكلة، فأنا أشعر بأن جريمتي ناقصة لنقص في هويتي، وليس لعيب فيها، وما يجعلني أطمع في كرمكم تلك الهوية الناقصة - غير المعيبة - فلا تنبذوني وتحرموني حتى من التمتع بنقصان هويتي بعدما كنت أرغب في إكمال نقصها هذا، وكما أعلم ونعلم جميعًا

المتهم بريء حتى تثبت إدانته

باقولكوا إيه..وونور ستروجي

يعني ربنا يستر بالنوبي

أماكن توافر (ماسكجنا)

القاهرة:

مكتبة آدم

الدور الأرضي بالجراند مول-المعادي

ت:25195351

27546353

مكتبة عمر بوك ستورز

15 ش طلعت حرب-أعلي مطعم فلفلة

ت:23960047