الاثنين، 16 يناير 2012

المرأة ووجع الدماغ




ما مشكلتهم مع  المرأة ؟ .. أتحدث عن هؤلاء الذين يحملون عقداً نفسية في تعاملهم معها .. و فكراً حول كيفيه اخفائها والحد من حريتها , وكأن تحررها من آليات القمع التي يفرضونها عليها شئ خطير لو انتشر لاصبح كارثة على المجتمع .
 أسألهم هل احراقها هو الحل ؟ ما رأيكم في دفنها حية كما كان يفعل أهل الجاهلية ؟ حل ظريف مش كده يخلصكم من مشاكلها ..
أتذكر وجه أخي حين تمنيت له أن يرزق ببنت .. عبس وقال فال الله ولا فالك يا شيخة .. البنات وجع دماغ .. امممم وجع دماغ
 هؤلاء يؤمنون أنها " عورة " أو " عار" أي فعل يصدر عنها أو يصدر تجاهها مُشين ويجب أن تُعاقب بسببه مدى الحياة .. يرونها سبباً للمشاكل وأي ظلم يقع عليها هي المسئولة عنه مسئولية كاملة .. لو تعرضت للإغتصاب هي الغلطانه .. لو تعرضت للتحرش هي المذنبه .. لو حد ادعى عليها بشئ أكيد هو فيها, امال هايكدب ؟ لو طُلقت هي السبب , لو تأخر زواجها هي السبب ده حتى لو زوجها مات يا جدع هي السبب متفهمش ازاي ..
 تماماً كمن قال عن فتاة التحرير التي سحلها وعراها العسكر " وايه اللي نزلها أصلاً " وكأن المشكلة تلخصت هنا في نزولها من بيتها كي تدافع عن كرامتها وعرض بلادها , يتحدثون كأنها خُلقت كي تسكن الجدران أو تصبح حجراً في بناء .. وكأنها لو لزمت الجدران ستسلم من مجتمع ينهش فيها حتى وهي مسالمة لا تفعل شيئاً .. مجتمع يتهمها في شرفها دائماً إن لم يعجبه هيئتها أو تصرفها
 وبدلا من أن يؤرقهم إحقاق الحق ومحاربة الفساد وردع الظالم يؤرقه فقط هي لابسه ايه .. محجبة ام لا ولو محجبة ..ليه لابسه كده ؟ ليه حاطة مانيكير ؟ أصل لبسها ضيق ؟ اصل شكلها ملفت ؟ اصلها لابسه عباية بكابسين ؟ هي ليه تنزل ؟ ليه تفكر ؟ ليه تقرر؟ ليه تشتغل ؟ ليه تتمرد؟ ليه تتظاهر ؟ ليه يكون لها وجود ؟ ليه يكون لها إرادة ؟
 الأمثلة الشعبيه هنا قاعدتهم المثلى " اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعه وعشرين " وليه تكسرها يا عمنا ؟ ألم تسمع عن الحديث الشريف " رفقاً بالقوارير " هل شبههم بالقوارير عبثاً ؟.. أم لأن طبيعتهن الهشة لا تتحمل الحروب التي يجبرها أنت والمجتمع على خوضها كي تعيش بحرية وسلام
 منذ تشريفها للحياة تُعامل معاملة "القلة المندسة" و تبدأ قائمة الممنوعات والقمع والعيب والـ"لا" , لا يختلف أحد على حرصك على نشأة سليمة لها لكن كن عادلاً وموضوعياً وإنسانياً معها .. لا داعي أن " تكفرها" في عيشتها وتكرهها في اليوم الذي ولدت فيه , لا داعي لحبسها انفرادياً خوفاً من المجهول ومن الناس ثم ماذا عن ابنك ؟ هل ينوبه نفس الحرص ؟ أم يتمتع بكل شئ حتى فرصة الخطأ .. الغريب ياخي مع هذا التمييز والإزدواجيه في الثواب والعقاب تجد الله عادلاً لا يفرق بين ذكر أو أنثى في الذنب أو في الثواب ..
 هذا لا يمنع وجود نماذج مشرقة وتفتح النفس لكنها قليلة , سميرة ابراهيم على سبيل المثال البنت التي خرجت من الصعيد و تمردت وسارت في قضية خطيرة قد لا يسامحها على اثارتها المجتمع وهي كشف تعرضها لـ كشف العذرية على يد العسكر في اعتصام 9مارس .. المفرح أن لديها أباً ربى فيها الروح الثورية والحرية منذ الصغر وعلمها أن المجد لمن قال لا في وجه من قالوا نعم .. شئ يبعث ع التفاؤل والله بينما نجد هند بدوي المُعيدة بجامعة بنها التي سُحلت وعُذبت على يد جنود العسكر فطردت طنطاوي من غرفتها كأبسط رد اعتبار لكرامتها .. كان رد فعل أهلها أنهم اعتبروها " عار" " وحطت راسهم في الطين " وتمنوا لو أن الجنود أحرقوها مع المجمع العلمي .. وقرروا حرمانها من حقها في الحياة عقاباً لها أخبرني بالله عليك
 كيف تنجح الثورة في ظل هذا القمع والفكر العفن ؟
 دعونا نتغير يرحمكم الله .. استقيموا وطهروا عقولكم من ذلك العته المتعلق بصورة البنت .. كفوا عن اتهامها في عرضها كلما عارضتم مواقفها .. كفوا عن إيذائها وعن لوم الضحية .. عاملوها كما علمكم دينكم إن كان مرجعكم الدين وإن كان مرجعكم الإنسانية كونوا بني آدمين .. وخلوا عندكم دم إن لم يكن لكم مرجع غيروا من تلك الأفكار التي تعفنت مع مرور الزمن ..
 اجعلوها ثورة في العقول .. ثورة على الأفكار القديمة البالية التي تكبر مع مرور الزمن .. قد تستلزم سنوات .. وقد تنجح وقد تفشل .. تبدأ من المنزل والتعليم والشارع .. تطهر الأدمغه وتنقي النفوس ثورة تغير من النظرة للمرأة من كونها " عار " و"وجع دماغ" .. إلى إنسان له الحق في الحياة بحرية دون وصاية من أحد

هناك تعليق واحد:

Tamer Moghazy يقول...

الله عادلاً لا يفرق بين ذكر أو أنثى في الذنب أو في الثواب.