صوره للكاتبات الأربعه مع الاعلاميه رؤى بازركان
آمال التخلص من آدم
التخلّص من آدم كتابٌ لاقَى الكثير من الهجوم لمجرد إسمه دونَ أن يهتمّ أحدٌ من المهاجمين بمعرفةِ مضمُونهِ أو القيمة الحقيقية لكلماتِه , فرغمْ أن العنوان كتبَ تحتهُ - خواطر نسائية جدًا - إلا أن المهاجمين إعتبروهَا أخطار صهيونيّة جدًا , وأنَا متأكدٌ من أنّ أحدهم لو قرأ الكتاب فسيلعنُ نفسهُ على غباءهِ وظلمهِ وهجومِه ..
فلكُ الكتاب تدور فيهِ عشرات الأفكَار , تتحدّث عن جنُون العشقِ بآدم , آدم الذي لم يقدّر هذا الجنون وهذا العشق وإتجّه إلى الهروب والخيانَة والصمت فاستحقّ التخلّص منْه .
بعضُ هذهِ الخواطِر - القليل للغايَة - قد يصلُ إلى مزاعم القتل الحقيقي , ويكون الدافع في هذهِ الخواطر هو الغيرة لا الإنتقَام أو التخلّص من جنس آدم ! , أنتَ لستَ لي .. أتمنى أن أقتلك حتى لا تكُون لسواي .. هكذَا تسيرُ الأمُور .
بقيّة الخواطر ومعظمهَا تتحدّث عن التخلّص عن آدم في حياتهِن , وهذَا أبسط حقُوقهنّ كمَا أرى بغضّ النظر عن أن هناك حالات أراها تستحقّ القتل فعلاً يتقمصّها آدم إلا أن الكاتبات تعرضّن لهَا بمزيج من الشفّقةِ والحنان ..
علَى الغلاف الخلفي للكتاب أربعة عبارات للكاتبات الأربع توضحن بشدّة غرضهنّ من الكتَاب , دينَا يسري وعبَارتهَا تقُول :
- أيّ حماقةٍ إرتكبتهَا لتجعلنِي بينَ ليلةِ وضحَاهَا حبلى بوهمِ عشقِك ؟
دينَا تهدِي خواطرها إلى شخصين فقَط وهما من جنس آدم , وأسلوبهَا بارعٌ له القدرة على إصطناعِ التعابير الرائعَة , والألفاظ السهلة الممتدّة بطريقة لا تستطيع معهَا تحويل عينيكِ عن سطور الكتَاب , وبشعورٍ ينتابك أن صوتًا داخليًا لك يصرخُ في جرأة معلنًا عن نفسِه ..
إقتباس من خاطرَة لهَا بعنوان " لعبة الإحتمَالات " :
أرتشفُ ملامحَ قهوتِي بسببِ الغياب وترتشفهَا أنتَ بسببِ الحنين ..
أمْ سنجتمعُ في فنجانٍ واحدٍ بطعمِ العشقْ ..؟
هلْ يا تُرى سأتحسس تجَاعيد وجهِك بأناملي
وتحتضنُ أنتْ تجاعيد عمري ذات مسَاء ؟
وتعانقُ يدك الدافئةُ يديّ حينَ يسرقنِي الموتُ منك ..
وقبلتنَا تلك .. بدايتنَا أم نهايتنَا ؟
حبيبي.. ألا من جواب ؟
أمْ أنّها حكاية نسجَت خيوطهَا مجرّد احتمالات ؟
الكاتبَة الثانية هي ريهام زينهم , عبارتهَا على ظهر الكتاب هي :
- شطّ ومرسَاة .. ومركبٌ نحاسي يغرق , لكنّه ينسَى دائمًا أنّه يحملنِي إليك ..
في أسلوب ممتع ينتقلُ بمهارةٍ فائقة بينَ الشعر والقصّة ولا يخرجُ عن حيّز الخاطرَة بمزيجٍ فريد , تحكي ريهَام عن أنانيّة آدم وهروبه الدائِم من إلتزاماته .
إقتباس من خاطرَة لها بعنوان " أسطورَة منسيّة ":
وتبدأُ الأسطورَة ..
أسطورتكَ سيّدي انّك بكلّ ضعفكِ تبقَى قويًا بداخلِي , رغمَ إنكسَارك , تعجز جحافل جيوشِي عن إحداث خدشٍ طفيفٍ في جدرانِ حصونِك ..
لهذَا سيّدي , يصبحُ إنكساركُ هوَ دائِي أنَا .. وتبقَى أنتَ بينَ سطورِ الأسطورةِ أقوَى ..
ويتوقّف الوقتْ !
أمّا الكاتبَة الثالثَة نعمَة ناصِر فهيَ تنتقل بينَ الأفطَار بسلاسةٍ مدهشَة أيضًا , بعضُ أفكارها عتابٌ لآدم وبعضهَا إفتقادٌ له في كلماتٍ تشعر أن منبعهَا الروح حقًا .. تقُول نعمَة على ظهر الكتَاب :
- لا تنتهِي الأشياء بالموْت , ولا تنتهِي أنتَ برحيلِك ..
من خاطرةٍ لهَا بعنوان " دونَ مقابِل " :
تذبحنِي كلّ مساءٍ كي تلهُو بدمائِي ..
وترسم على جدرَان أيّامي أننّي ملكٌ لك
الحب بلاهةٌ كبرَى
كم أضحكُ حينَ أتذكّر حينَ إبتدأ الأمر
كم أبكِي حين أتذكّر
أني أعطيتك كلّ دمائي ..
دونَ مقابِل !
أمّا الكاتبة الرابعَة التي تكتب بنبلٍ حقيقيّ , وبتعابيررائعة ممتزجَة بآلام الواقع صانعةً كلمات تصل إلى العقل مباشرةً هي فاطمَة هميسة والتي تقول في عبارتها على غلاف الكتاب الخلفِي :
- أحببتُكَ في جنونِك , تقلّبك , وتعاليك ..طريقَتُكَ في إحتوائِي .. في إحتضانِي .. في عشقك المتطرّف لأنوثتي .
إقتبَاس من خاطرَة لفاطمَة بعنوَان " حب قد كان " :
وإعذرنِي يا سيّدي ..
فقلبِي مرهفُ الحسّ .. رقيق
لا يتحمّل رجلاً بقسوتِك
لا تُحَاول أن تعيدَ ما فَات..
أو أن تحيي حبًا مات بداخلِي وإندثر
لحظَة من فضلِك .. لا تعتذِر
ولا تحَاول إثنائي عن قرارِي
فأنا إمرأةٌ لا يستهويهَا كثيرًا الإعتذَار
هذَا عرضٌ سريع للكتاب وكاتباته , المبدعَات الأربع اللاتي يكتبن بلغةٍ ناضجةٍ صبغهَا الالم وسبكها الأمل والخوف منَ المُستقبَل , صبغهَا عتابهنّ لآدم حينَ يكُون مترددًا وكرههن لهًُ إن إستطعن حين يكُون وغدًا لا يبَالِي بمشاعر حوّاء التي تركهَا تنساقُ إليه ..
الكتَاب ينتهِي بعد عددٍ من الخواطر التي أثق أنّها ستنالُ إعجاب القاريء رجلاً كان أم إمرأة , ولكنّ أمنيّات الكاتبات في آدم لن تنتهي , ستظلّ دائمًا معلّقَة يجيبُ عنهَا آدم نفسه , وإلى الأبد ستختلف إجاباته بإختلاف عقلِه , وأنَا كآدم قرأ الكتاب لم أجد ما يمكنْ فعلهُ سوى مشاركتهنّ في أمنياتهن تلك , وأمنيتهن أيضًا التي قالهَا الكتاب في الكثير من سطور .. أمنيتهينّ في التخلّص من ذلك الذي فقد شهامتهُ و نخوته ومشاعره و مروءته وكرامتُه .. ذلك الذي فقد حتّى رجولته ..آدم !
صفحة طارق
http://www.facebook.com/pages/-/78819648914?ref=share
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق